الاثنين، 20 يونيو 2011

Desperate Housewives (1)

( صبــآح)
taken by : JiangD & BudiSukmana

صباح كسول .. في أحد الوزارات

عالية تجلس على مكتبها بزيها المبهرج  تعبث بحقيبتها بصعوبة لأن "رافلز قميصها يكاد يحجب رؤيتها ! L.V ..
تنادي بصوت ناعس :" عبدالرحيم"
تبحث عن أحمر شفاه اليوم .. تمط النغمة  
"عبدالرحيــــــــــــــــــم"
تصرخ أخيرا بعصبية اذ ملت موت المُنادى ..
"عبدالرحييييييييييييييييييييييييم
مايوجد في حقيبتها هو أحمر شفاه الأمس الأحمر القاني وليس اللون "الدارسيني" الذي اختارته ليناسب حزامها وحذاءها وحقيبتها
 هل نسيت رميه في الحقيبة ! رباااه ! ياللمصيبة الجللة ! كيف ستجدد طبقات الحمرة خلا الدوام !!
يفور السخط داخلها.. ولا تجد سوى "عبدالرحيم المسكين تصب جام غضبها عليه
"عبدالرحيمووووووو"
دخل العامل البنغلاديشي مذعورا بيده صينية تهتز
واضعا كوبا  على مكتبها
"شنو هذا !!"
:"  تركش قاهوا"
"  من يقول انا يبي قاهوا ! يمكن يبي جاي ! على كيفك تسوي"
 " ماما آليا أنتي كل يوم يشرب قاهوا "
تصرخ :" وااااي بتينني من صباح الله خير"
تلج نورية الغرفة بقميصها الطويل الفضفاض ووجهها المكتنز الأبيض الصافي يتوسطه أنف كبير 
:" عالية شوي شوي عالريال .. وقصري حسج المكاتب اللي يمنا كلها عرفوا قصة القهوة"
لوحت عالية بيدها بلامبالاة :" اييه عاد اللي يقول اكو غيرنا مداوم هالحزة ,. بس احنا اللي نيي من صباح الله خير الباجي كلهم طاقين الكرت ونايمين بالعسل"
تهز نورية رأسها وتلقي بحقيبتها الكبيرة على كرسي مكتبها .. :" هذيلي مو متوفجين .. شيبي الواحد غير اللقمة الحلال"
:تعقب مخاطبة عبدالرحيم مادة أصابع كالنقانق " عبدالرحيم عطني قهوة ماما عالية وروح سولها اللي تبي"
تسرع عالية برفع الكوب والارتشاف منه قبل أن يستجيب عبدالرحيم
تقهقه نورية  :" مو توج ماتبينها"
تزدرد عالية الرشفة الساخنة  :" غيرت رايي " ثم تصيح بصوتها الحاد :" وهذا عبدالرحيمو لا يضحك ويطق الرقبة"
..
يأتي صوت ناعم لطيف من الممر :" مناك غرفة جدام"
وتدخل خادمة فلبينية تحمل وعاء مغطى
وأخرى بسلة مطاطير
تقول نورية :" هاذي لولوة يت"
?تسأل عالية دون حاجة للسؤال :" اليوم عليها الريوق"
وتنظر للولوة الواقفة عند الباب توجه الخادمتين .. بعين الناقد الخبير لأزيائها
فستان بلون الكراميل الرائق بأكمام يابانية متسعة وياقة مزررة ضيقة.. تكللها لفتها الشيفونية الهادئة تحيط وجها لطيفا ناعما ككل شيء فيها
 تدق عالية على سطح المكتب بأظافرها المزيفة تسأل بلهجة متعالية 
:" ليش كله تحبين النفانيف "
"لأن ريلي يبيني ألبس طويل .. ومابي البس عباية" تبادلت لولوة ونورية النظرات المبتسمة .. هكذا هي عالية لم تتغير .. حتى الظروف الجللة التي مرت مع زوجها بها لم تمس بشخصيتها المتعالية السطحية
 ..
تساءلت لولوة وهي تضع نظارتها ومفتاح سيارتها على المكتب :" وين ميمونة؟"
-" راحت تشوف كذا ملف عند السكرتارية"
يضع عبدالرحيم كوب نورية ويلهج بكلمات الشكر للولوة التي استمهلته لترفع له من الأطباق التي أحضرتها
-" ان شالله مو تنقصينله قبلنا .." تقول عالية بتقزز
 تعلق نورية :" لا زين ماتسوي .. ريحة الأكل كافخة لا يصير بنفسه شي يا معودة"
..
عند باب الغرفة تعارضت ميمونة وعبدالرحمن الموظف معهم في نفس الغرفة
انتفضت ميمونة وشدت على مخارج الحروف وهي تقول :" بسسسسم الله " ابتسم  من خلفها بسخرية
واسرعت بالدخول مقطبة الجبين
وبلهجة عجولة :" السلام عليكم"
تنحنح عبدالرحمن طارقا الباب
قالت نورية :" حياك تفضل .." وركزت الكوب على قاعدته
اتجه عبدالرحمن لمكتبه بهدوء وانخرط فورا بكومة بالأوراق والكمبيوتر  ولايبدو منه سوى عقاله
.
جلست ميمونه بمكتبها المجاور .. ورتبت الملفات بحركة عصبية
ميمونة فتاة غير متزوجة في اواسط العشرينات بأعصاب مشدودة وحاجبين معقودين طول الوقت ..
 يبدو على مظهرها الالتزام والاحتشام بعباءة فضفاضة ولفة سوداء
 
سألت لولوة :" اخوي عبدالرحمن .. أصبلك جاي .."
تقول نورية بعطف امومي :" اي والله  اكلك لقمة قبل لا تبلش بالشغل "
يلقي بيعطيج العافية ولا يكثر الكلام كعادته


Taken By :Jiang D

 
صباح مثله الكثير .. يمر  على تلك الغرفة برتابة كل يوم
عجيبة تلك الغرفة !
كيف تحوي اصنافا واجناسا مختلفة يجمعها العمل .. وغرفة !

عالية المتعالية بثرائها وازيائها .. تخفي روحا مكسورة نازفة
نورية الحكيمة العصامية التي ذاقت ما ذاقت دون أن تشوهها الخطوب وتغير معدنها النظيف
  لولوة .. الحلوة الطيبة الراقية .. وقفها هي أسرتها ..لايخلو حديثها من :" ريلي يقول" وكأن كلام زوجها مقدس , آراؤه ستغير وجه العالم , أو :" ولدي أمس فعل وسوا" وكأن كل أفعال ابنيها يجب أن تدون وتحفظ وتروى لكل الناس ليستفيد  منها الأجيال 
ميمونة .. حديثة التعيين .. كتومة  .. عصبيتها تحد من علاقاتها .. في داخلها تلك الطفلة الساذجة البريئة
عبدالرحمن ؟ لا أحد يعرف على وجه الدقة .. لأن ذاك الشاب الذي انتقل حديثا للغرفة اياها لضيق الغرف لم يفصح مرة عن دواخله ولو بكلمة .. لكن رغبته الواضحة بالانعزال والترفع عن النساء وشيء من طيش مقموع يطفو على السطح بين الان
والاخر .. كل ما يمكن ان يعرف عنه

 
 
 
هؤلاء غيضنا من فيض الحياة
أبطالنا خمسة .
خمسة .. وخميسة  
وتبدأ الحكاية .. ~*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق