العطلة السخيفة التي تفصل بين آخر أمتحان من الكورس الربيعي - كما يقول موقع جامعة الكويت- وبداية الفصل الصيفي الذي آخذه مجبرة لا بطلة .. لا تكفي تلك الأويمات -على وزن سويعات- لأي خطط .. عادة ما أضع خططا متعددة لاي عطلة .. مثلا أفرز مكتبة الكتب وأصف ما لم أقرأه وما أود إعادة قراءته .. وكذا ينطبق على ديفيديات الأفلام والمسلسلات ..
قد أتكبد عناء البحث في كتب طبخ أمي أو مواقع الريسبيز ك ريتشل راي وبيست بايتس لاطبق بعض الاطباق واضيفها لدفتر وصفاتي الذي أحدث الناي عنه وأعدهم بنقله ثم تغلبني النحاسة وحب التفرد فأخفيه أبدا هايدنغ ان ذي كلوزت
اضف لذاك أن نفسيتي في الحضيض وخلايا الابداع قد قمعت باستنزاف الطاقة الذي خضعت له طول ايام الفاينل وما يعقبها من انتظار لنتيجة لا تظهر في موعدها .. ويستحيل أن تسبق ذلك الموعد ..
النتيجة أن ما أفعله في تلك الأويمات.. لا شيء غير التحلطم والتحديق دون وعي
.
أكسر ضريساتي قبل أن أكسر "البنك" وأحدق بشاشة التلفاز ..
تدخل أمي تنظر لي بنصف عين ثم تتجاهل وجودي تحادث اختي ..
"ماكو مكان اقعد في بروحي بدون لا يلحقوني" .. اهسهس مع نفسي واسحب كيس البنك والنقل أخرج من المجلس ولولا عجلتي للهروب قبل أن تقرر عدم تجاهلي لتلكأت لألقي بكيس القشور في سلة التراش ..
أعود لغرفتي أرمي بكيس القشور عند الباب واغلقه بأسرع السرعات لاسبق صيحة أمي " يالوصصصصخة"
على الأقل حركت جمود و"سقالة" الوقت بضحكة تعقب ارتمائي على الفراش الذي مل من كثرة ارتماءاتي ..
لا أعرف كم يمر من الوقت علي وأنا أرمي بالروايات والكتب أرضا لاختار منها ما اختار .. ولا اختار
يتكسر الباب مشرعا وامي تقف ضد النور خارج غرفتي المظلمة فلا اتبين ملامحها في وضع "سيلويت" ..
"الزوارة اليوم ببيتنا.. قومي علمي الخدامة عالقهوة والجاي"
ياربيي .. عجيب امر الخادمة التي لا تتعلم مهما مورس امامها ولو الف مرة ومليار
لا اجيب وادفن وجهي في الوسادة .. "وع وع وع داااارج زرييبة .. شوفي هالكتب نقي اللي تبين والباجي طلعيهم برا خيوديهم اخوج مع باجي الكتب"
تلقي علي بفرشاة الشعر .. " ومشطي شعرج .. ولفيه عدل لا تفلينه وتسوين حركات وتفشلينا"
أجيب بغضب " عيل شحقة مطولته .. خليني اقصه وخلاااااص"
"انجعمي" التي اعتدت عليها اذا ما طريت للموضوع تعود باصرار عل "التكرار يعلم الحمار"
أريد أن أنهض فأشعر بالتخاذل يغزو جسدي وأنا أتخيل ما سيحدث "المسياان" .. تأتي الخالات والاخوال والازواج والزوجات ويعج البيت بتودلرز والبيبي بورنز والخادمات و المراهقات الاتي يتجمعن يتهامسن ويسكتن عند الاقتراب منهن والمراهقين الذي اخشوشن صوتهم قليلا ويخشنونه كثيرا .. ودورات الشباب يسلمون ويخرجون ويأتي فوج من بعدهم
ومطخات جدتي وعروض خالتي تناقش امي بمستقبل يخصني ولا يخص احدا منهن ولا يشاورنني ..
ويع
يطل أخي :" تطلعين" .. أبعده باشارة من يدي .. لاني اكره طلعات الليل ونهاية الاسبوع
يلقي "بالطقاق" ويبتعد
أرفع وجهي من الوسادة أصيح بحنق "الحين تطلعين .. بس لا قومتك الصبح وقلت يالله امش كفختني باكبر ماعندك"
"هني هني طالعي .. حطي ثلاثة من هذا .. وهذا بعد "
أقولها وأدس الملعقة التي تحوي حبات الهيل وأعواد القرنفل في عين الخادمة قبل أن ألقي بها لتهوي بين قفاقيع القهوة التي تغلي وتكاد تفور .. فعم عبير الهيل ..
دخلت أمي تربط حزام روبها وتضع يديها فوق شعرها كأن هذا سيحميه من التصاق رائحة المطبخ فيه
"خلصتي ؟؟"
اجبتها بصوت غير مفهوم من خلف باب الثلاجة الذي أختفي داخلها لأن ضريساتي تحاول بعبث فك مغطاة البرببيكان
" ضرووسج توج شايلة التقوييم ولاتشربين هذا على معدة خاااالية"
"أصلا الدكتور قال حق عمر أن البربيكان مفيدة تدر البول"
"وعوو برا برا طسي برا مانبي قهوتج ولا جايج برااا"
أخرج ضاحكة تلحقني أوامر أمي :" شوفي خواتج لبسيهم ووديهم الحمام لا يدرون البول عند الاوادم وطلعي خرابيط من داري ككاو وبفك حق اليهال بعدين"
"مااابي قولي حق أروى "
وتجنبا للمزيد من الأوامر أختطف فوطتي وليمونة وسلة الاستحمام وادخل الحمام حتى حين وصول اهلي
سمعت امي من خلف الباب تحقق مع الخادمة ..
:" شنو قالتلج ؟ "
"يقول وين ليمون"
صمت يتبعه تعنيفها :" أنا خاااشة الليمووون عنج ليش تاخذين .. نعمة الله مايصير تدخلينها الحمااام"
ثم "خلصي بسرعة بسرعة بسرعة"
أخرست هدير الماء الصاخب باغلاق الدش .. التحفت بفوطتي السوداء العظيمة الكبيرة التي اشترتها امي لابي أصلا ولكنني اقتنصتها ..
لا أدري أطال حمامي أم قصر .. لأن الوقت يتوقف ويأخذ استراحة من جريانه السريع في كل مرة أفتح الدش
ولأني أمضي بتأمللاتي وأفكاري وأنسى لم أنا هنا ولم لا أنتهي بسرعة
أحرر الباب من طعنة القفل وافتحه ..
وجدت الخادمة النيبالة تحمل صحفة عملاقة عليها كل انواع الفناجين والاستكانات .. العديد العديد منها
اسألها بهمس مستفسرة عن موقع الضيوف .. اين قررت امي استقبالهم ؟
تجيبني بلكنتها :" استكبال" ..
جميل .. لن اضطر للمرور بهم اثناء ركضي لغرفتي ..
اتنشق بخار الشوكلاة الساخنة وفوطتي على رأسى ككوز بوظة
وقفت امي عند باب غرفتي بحنق مكتوم :" ليش اناديج ماتردين"
اجيبها ببراءة :" والله ماسمعتج .. آسفة " واردف :" وين الناس"
تنفجر بغضب :" راحووا !!"
تخرج صافقة الباب .. واتنفس الصعداء .. الحمدلله تخلصت من الواجبات الاجتمعاية السخيفة .. مجددا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق