للتو انتهيت من قراءة هذه الرواية .. قرأتها بنهم من الجلدة للجلدة
رحلة ساحرة زاخرة بالاساطير الصينية الجميلة والاعتقادات الهندوسية الواسعة الخيال
جميلة هي الصين كيف صورتها الكاتبة ليزا سي -الامريكية من اصول صينية- في روايتها الاخاذة .. جميلة كزخارف متقنة على جرة من الصين العتيق ..
حياة الصين والمرأة على وجه الخصوص اخذته بتلابيب دهشتي وغمرتي بالاستغراب للمفارقة العجيبة ..
رباه كيف تتشابه التقاليد عندنا وعندهم !
الفتاة منهم هي مجرد فم اخر لاطعامه وهم فوق هموم العائلة .. تدرس منذ الصغر على التطريز والتنسيق والتنظيف .. ينبغي عليها المرابضة في الغرفة العلوية لا تبرحها الا لبيت زوجها
صوتها لا يعلو فوق الهمس .. وعلومها ومداركها لا يجب ان تتسع لابعد من بيتها
مجبرة هي على الانحناء والركوع لابيها واخيها وزوجها .. واخيرا ابنها !
ولا يمكن ان نتخيل حجم الالم والمعاناة التي تعانيها الفتاة في عملية ربط الاقدام .., حيث تربط قدمها في سن السادسة بشكل تكون الاصابع تحت القدم وتنكسر مع مرور الوقت وتتقرح وتنز صديدا وقيحا .. من الممكن ان يؤدي الى الموت !
بغية لتشكيل القدم من جديد كزنبقة صغييرة منمقة !
مكانتها الاجتماعية ومكانة عائلتها لاتتعلق باراضيهم او املاكهم او جاه والدها او سمعة عائلتها .. بل بنجاح عملية ربط الاقدام
بطلة الرواية بيوني علمها والدها وثقفها خلافا للتقاليد فعاد ذلك وبالا عليها !
لانها بعد ان قرأت العديد من الاوبيرات الرومنسية التي تطالب فيها النساء باختيار ازواجهن ومن يحبون ضاربين بتقاليد اختيار الزيجات وفقا للنجوم وشكل القدم منذ سن التاسعة
طالبت بالشيء نفسه .. عشقت بيوني رجلا في حين يربطها القدر برجل اخر .. ذوت وتهاوت من العشق حتى ماتت !
وعادات بعدئذ شبحا جائعا لم يتم تنصيب مراسم دفته تحوم في الارض ترعى حبيبها وتعلم زوجاته كيف يكن مطيعات وكيف يسعدنه
وتمضي الرحلة عشرات السنين .. تنتظر بيوني ان تضع النقطة على لوح موتها الضائع لتستطيع الانتقال للشرفة المقدسة حيث الاسلاف بدلا من الضياع والجوع في الارض
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق