"لــيلي بيخطفني..
من بين السهرآنــين !"
.
ليل يروق لي وصفه بالصرامة !
يجن فيسكن كوني وما حولي .. ولا أدري لم يبقي علي اتلفت بلاهة !
.
ليلي على غير الغرار منصبا في التحديق في أي شيء وكل شيء ..
في تضاريس السقف والنقش
في ثنايا جسدي أحصر التغيرات
في تلك الكومة الدثارية التي يطردها "الكبت" ذيل كل يوم
و..
الجدار المتجمد بجانب سريري !
.
ليلي الأزلي منقوشا بكل الأرق الذي يغشاني ولا يتركني إلا في وضع مقرفص استجديه فيه لان ينزع ذاته مني
ليلي بزفراته يعرف كيف يتبلور كتلا غائمة قاتمة على الجدار المجاور لسريري.. الذي أستجير به إلى حين أستجير بظل آخر, من نوع آخر ... لأن ذاك الظل الآخر -في نظر نظرائي أحسن خمسين ألف مرة من ظل جدار ميت !
لم يعلموا أحبائي الذين أشفق عليهم أن جدار كهذا .. لو وهبه الله هبة النطق لنطق -كما اعتادت مدرستي المصرية القول مع الفعل وهو ضرب بطن الجدار تسعطفه النطق ..
لو نطق جدار سريري .. فلربما أسر بالأسرار التي اوليه إياها في كل اللحظات التي تتسرب من جعبة راحتي ..
.
يعاصرني الجدار ويعتصر في "رحلة الشتاء والصيف" !
يأتينا الصيف -أنا والجدار- فأنام كما ينبغي لي أن أنام حيث تاج السرير يقبع تماما تحت النافذة العالية يستغيث أشعة شمس لن تجيء
يجاورني جداري من يساري انوء إليه ان صار مزاج الأخ الصغير حارا .. لغاية إخفاض درجات السنترال إلى ما دون البرد
و أشيح عنه إن شاغبني جنبي لإن اقلب .. ثم أعود .. ولو بعد حين
.
في قرصات الشتاء أخاف تلك "الدريشة" فاركن رأسي الثقيل بالهواجس في الجانب المعاكس .. أخاف قطا أسود أو غراب بين " قلبه يرعاني" !
أسائل نفسي بنفسي :لم ينتاب الشتاء نكهة قوطية؟
في أوقات طفح عقد طفولتي ومركبات نقصي وخوفي من ظلام غرفتي رغم أنها لاتظلم ولا يغلق بابها أبدا..
استجير بالجدار ليحمي ظهري الذي يسري على طول عموده الفقري جليد من نوع مدغدغ يشي بدرجة نشاط جهازي السمبثاوي
.
ذاك الجدار يعرف ماخفي مني
يرى كل الجوانب المظلمة من كوكبي
شهد كل اللحظات التي يتغرغر فيها مستر هايد منعتقا من د.جيكل الخانع
سمع صرخات الليبيدو المقموعة في عمق أعماق أغواري كسجين متوحش ضار
.
أتحسس الشق المعيب فيه الذي أحدثته بخنجر مبرد أظفاري وأنا ابنة الرابعة عشر .. يذكرني أن للمراهقة من اسمها كل النصيب
في أحد أركانه كنت أعمد للخط عليه بالرصاص كيفما اتفق فاظل في شغل أشغل فيه نفسي لحين النوم .. مستشفة من "شخابيط" الرصاص أشكالا .. وأشخاصا .. وعوالم .. و .. قصة !
أستطيع أن أحدد أي مكان بالضبط كنت اسند عليه رأسي -جالسة على الفراش- أوالي الضربات برأسي بصدره حتى يذهب ألم الصداع الذي يجتاح نصفا منصفا من دماغي ..
ولا أذكر كم من مرة تسلق فيها أصبعان من أصابعي ظهره إلى حد استطاعتي ساقطا بعدها ليعيد الكرّة ألف ألف مرة ! كهروب من انتظار نوم لا يأتي وقدر محتوم لابد لي منه .. ولست وحدك يا "سيزيف" !
.
أواه
يا جداري .. أسطر عليه جداريات رعبي وهلعي وبعضا من مخاوفي ..
أتشبه بمحمود درويش .. وألتزم الجدار .. والجداريات ~
<
تنعتني أمي أحيانا .. اذا ما التزمت الصمت اللئيم .. "ساكتة مثل الطوفة"
.
ألي فيك وجه شبه ؟ أم أنني كديدن العشاق "يتلزقون" بالمعشوق أبدا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق