{ مَـــطَـــرْ }
وإذ يمطر المطرمطر .. مطر
يغسل الفناء
تصل الأرض بالسمآء
خيوط حريرية بوضح البلور
تملى الدنيا في ظلام المسآء .. نور !
يهب "العيال"
" طق يا مطر طق طق"
ويصيح "مروان" بهم :" قولوا ياارب"
ترتفع الكفوف الصغيرة في السماء عاليا , كما يجب أن يكون الدعاء أو -هكذا يطنون-
يريد مروان أن ينسى أبوه خطورة "البقي" الذي سحق عظام حوض ابن عمه "فهد" .. فيشتريه
وتريد نورة بيتا للباربي .. ولاتريد المزيد من "فلة" لأن باربي شقرا .. وفلة سمرا
مي الصغيرة لاتريد شيئا
غير أن تتبع "نورة" و"مروان" الكبار وتقلد ما يفعلون
..
أما حبيبتي لينا فتريد لدعائها الكمال
"وين ثوب الصلاة" ؟
تسأل لاهثة وتجمع شعرها المجعد بسير الشباصة
ولا تجيب على "ليش"
أو "شحقه مو حزة صلاة"
..
أتسلل خلفها
تطفئ الليتات في طريقها منعا للفراسة
تلج الفرندة المهملة
والمطوقة بتهديدات ماما عايشة ونهيها عن الدنو من دار الضيوف كما تسميها
..
"حبيبتي شتسوين؟"
أسألها .. فتحجم عن الجواب
مطر .. مطر
تجثو تصلي صلاة للتو تعلمتها
ولا يمنعها خشوعها من أن تشير لي إلى حضنها
ولا أقاوم الرغبة لأريح رأسي المريض
ضوء أزرق يغربشه المطر وهمس الدعوات يتتزاحم عند شفتيها وفجوتي أسنانها المتساقطة حديثا
فلا أتبين مع ضجة المطر يسّاقط ويضرب بزجاج الفرندة
سوى هسيس حرف السين من كلامها
وإذ تتنهد
" اشفها انت الشافي لااا شفاء إلا شفاؤك شفاءا لا يغادر سقما"
أذوب .. أغفو بسحر اللحظة حد اللذة
ولازالت تلك تناجي
"اشفها انت الشافي"
**
نوك , نوك
طرق البابأخفي خصل الشعر الميتة تحت الوسادةولا يسعني الوقت ان اربط "السكارف" على رأسي
تشيح بعينها عن رقع الشعر الخفيف برأسي
" ماما عايشة تقول الحنة تخلي الشعر نفس الهنود"
ابتسم : " باجر ان شالله أسويلج حنه .. راح أحط فيها نسكافيه .. وبيضة .. ووروب"
ضحكت وبراعم الأسنان الدائمة في وضوح :" يع "
*****
أهداني مروان سيارة ريموت للآمرها بالأزرار فتحضر لي ما احتجت دون تعب
ونورة دفتر ستكرزاتها الغالي لاتصفحه وأزيد مجموعتها اذا ما استبدت بي الوحدة والوحشة في غربتي
مي الصغيرة بللتني بلعاب قبلتها وببلتها أنا بالدموع
..
نوك , نوك
طرق الباب
يفتحه الأب في درامية
:"مفاجأة"
مفاجأة لينا أنها تحجبت لأنها صارت تعرف كيف تصلي .. وتصوم نصف النهار في رمضان
ولديها كتاب حصن المسلم لترجع له في الدعاء
،
لكن مفاجأتها ليست هي هديتها
هدية حبيبتي كانت من نوع آخر
كيسا قماشيا ملونا جميلا
" أمي عايشة حطتلي حنة"
أفك الرباط :" حبيبتي لينا نسيت أسويلج المرة الياية أنا أحطلج .. "
" .. وهم حطيت دهن عشان يخلي شعري ناعم وطويل .. "
أطل بداخل الكيس وأصيح باستنكار :" لينا !! شنو هذا !!"
تكمل بحرج :" بس ريحة الدهن مو حلوة .. حطيت من شامبوج يما بوريحة خنينة "
يقحم أنفي برائحة الحنة والمحلب .. وشيء من ريحان ميت
ويشل الألم لساني لرؤية حزمة خصلات غير متساوية مجعدة بلون احمر صدئ .. كحنة ماما عايشة!
***
" لم يعرفوني ..
في الظلال التي
تمتص لوني لـــ جوآز السفر !
-.-.-.-
وكآن جـــرحي عندهم {مـــعرضاً} .. لــ سآئـح يعـ شق جمع *الـــصور * ّ* "
محمود درويش
***
مطر .. مطر
وليس حدثا هاهنا في الغربة ان يسقط المطر
المطر هنا يجتاح كل يوم
أنظر لنافذة المكان كيف يجتاح السيل والبلل كل شيء
كما يجتاحنا الحنين
كما يجتاحنا الحنين
لأرض .. وأهل .. وقطع من (حشاشة جوفي) .. لينا ومروان .. نورة ومي ..
ولجسم صحيح يضمهم ولا ييتمهم ..
جسم لم يتعرض "للرادييشن" .. ولدفقات الكمياء التي تدمرني .. وتضنيني وتتركني جسما ذاويا متقرفصا لايام نسي طعم الـ "لا-ألم"
آه , أحبابي ..
"بيننا مليون عصفور وصورة " ..
..
..
وآلاف من القطرات تفصلنا .. !
..
" جست ويت فيو مور اورز بيفور ذي كيمو فينشد"
اهز رأسي بيأس :" فاين وات ايفر"
.
..
**
" لا تتركي كفي بلا شمس
لأن الشجر يعرفني
تعرفني كل أغاني المطر ..
لا تتركيني شاحبا .. كالــ قمر
آه ، كالقمر ! "
(محمود درويش)
**
أنا وحيدة مدنسة بالمرض
"شاحبة كالقمر ..."
عارية من الصحبة .. من الفرندة الرحبة .. ومن ..
بصيلات الشعر
يشق الالم رأسي بإنصاف
وينازعني النشيج كما المطر
لكن أصيخ السمع عبر هدير المطر
..
أنتظر
..
وأتنتظر
...
.
وما أتت " اشفها انت الشافي"
.
جميلة ، ينتقل الحرف والحرف بـ رقصة المطر الهادئة
ردحذفوصوت السين يُصفر !
مِثالية الوصف ، و لاعبة باليه ساحِرة
أعيش وأتنفس بين الحرف والحرف ، على حُب و طِهر ومطر
()
أحبتتها وفقط :) !